قوله:"كم": خبرية بمعنى كثير، والمعنى: كم وقت قد ذكرتك فيه، وكم في محل الرفع على الابتداء، وقوله:"قد ذكرتك": خبره، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول.
قوله:"أجزى": على صيغة المجهول، والضمير الذي فيه مفعول ناب عن الفاعل، وقوله:"بذكركم" في محل النصب على أنه مفعول ثان، قوله:"يا أشبه الناس": منادى مضاف منصوب، قوله:"كل الناس": كلام إضافي مجرور؛ لأنه تأكيد للناس في قوله:"أشبه الناس" والباء في "بالقمر" تتعلق بأشبه.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"كل الناس" حيث أضيف فيه كل إلى اسم ظاهر، وقد علم أن كلًّا تجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكد إذا كان تأكيدًا لمعرفة نحو: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ [ص: ٧٣]، وقال ابن مالك: وقد يخلفه الظاهر كقوله:
كَم قَد ذَكَرْتُكِ ............... … ....................... إلى آخره (١)
وخالفه أبو حيان: وزعم أن كلًّا في البيت نعت مثلها في: "أطعمنا شاة كل شاة"، وليس توكيدًا (٢)، وقال ابن هشام: وليس قوله بشيء؛ لأن التي ينعت بها دالة على الكمال لا علي عموم الأفراد (٣).
(١) قال ابن مالك: "وقد يستغني بكليهما عن كلتيهما، وبكلهما عنهما، وبالإضافة إلى مثل الظاهر المؤكد بكل عن الإضافة إلى ضميره" تسهيل الفوائد (٦٤)، ثم ذكر البيت في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٩٢)، وانظر المغني (١٩٤). (٢) و (٣) ينظر المغني (١٩٤).