(ارموا بنو (٢) إسماعيل): فيه دليل لمن يقول من النسابة: اليمن من ولد إسماعيل.
قيل: ويمكن أن يكون أراد: بنوةَ (٣) القوة؛ لأنهم رَمَوا مثلَ رميه (٤).
(فأمسك أحدُ (٥) الفريقين): قال المهلب: تأدباً مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لئلا يرموا، فيسبقوا الطائفة التي هو -عليه السلام- معها.
قال ابن المنير: والظاهرُ أن إمساكهم؛ لاستشعارهم قوةَ قلوبِ أصحابِهم بالغَلَبَة (٦)؛ إذ (٧) كانت معهم بركةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهِمَّتُه، وأيُّ سببٍ في الانتصار أعظمُ من ذلك؟ فوقفوا وقوفَ المغلوبين، فلما قال:"ارموا، وأنا معكم كُلِّكم"، وسوَّى بينهم (٨) في صرفِ الهمةِ إلى الجميع، تساوتْ أقدامُهم حينئذٍ، فعادوا إلى الانتضال.
بقي أن يقال: إذا تقاوت البركةُ من الجانبين، وتعارضَتْ، فأين يظهر (٩) أثرُها؟
(١) انظر: "مجمل اللغة" (ص: ٨٧٠). (٢) نص البخاري: "بني". (٣) في "ج": "بنو". (٤) انظر: "التنقيح" (٢/ ٦٤٨). (٥) في "ج": "إحدى". (٦) في "ع": "بالعلية". (٧) في "ع" و"ج": "إذا". (٨) في "ع": "أي: في". (٩) في "ع": "فأين منها يظهر".