وقول مجاهد: إلا ليعرفون حسن؛ لأن كل الخلق قد عرفوه وعلموا أن لهم خالقا ورازقا، وقد يجوز أن يكون أراد {لِيَعْبُدُونِ} استعبدهم بذلك، فَأَبْلُوهم أيهم أحسن عملا، وقد كان ذلك.
وأما قوله سبحانه:{مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ}(٤) فمعناه ما أَكِلُهم في أرزاقهم وطعامهم إلى أنفسهم، فتكفل بذلك فقال:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}(٥) وقال: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}(٦) فأوجب ذلك على نفسه لهم، تبارك وجل عن المَطْعَمِ.
(١) أخرجه عبد الرزاق [٧/ ٢٣٨ كتاب الجنة، ما قالوا في البكاء من خشية الله] بنحوه. (٢) أورده ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢٦٥). (٣) أورده ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢٦٥) وابن الجوزي في زاد المسير ص ١٣٥٢. (٤) سورة الذاريات (٥٧). (٥) سورة الذاريات (٥٨). (٦) سورة الذاريات (٢٢).