قد روى نحو ذلك ـ أعني نحو حديث إبراهيم بن سعد ـ عبد الرحمن بن القاسم (١) عن ابن عباس (٢) وإن اختلفت الألفاظ، فالمعنى واحد.
وكذلك رواه ابن مسعود (٣)، ورواه أنس بن مالك (٤) فقال فيه: رماها بشريك بن سَحْماء (٥) وكان أخا البراء بن مالك (٦) لأمه، وذكر (٧) أنها جاءت به على النعت المكروه.
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}(٨) قال سعد بن عبادة (٩): (يا رسول الله هكذا
(١) هو: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أبو محمد المدني، قال ابن حبان: كان من سادات المدينة فقها وعلما وديانة، توفي سنة ١٣١ هـ. ينظر: الكاشف (٢/ ١٦١) وتهذيب التهذيب (٣/ ٣٨٩). (٢) أخرجه البخاري [١١٥٢ كتاب الطلاق، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كنت راجما بغير بينة] ومسلم [٢/ ٩١٦ كتاب اللعان] عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس. وقد أخرجه البيهقي [٧/ ٤٠٦ كتاب اللعان، باب اللعان على الحمل] من طريق القاضي إسماعيل، نا ابن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، أخبرني عبد الرحمن بن القاسم، فذكره. (٣) أخرجه مسلم [٢/ ٩١٥ كتاب اللعان]. (٤) أخرجه مسلم [٢/ ٩١٦ كتاب اللعان]. (٥) هو: شريك بن سحماء، وهي أمه وكانت أمة، واسم أبيه عبدة بن مغيث العجلاني، وهو أخو البراء بن مالك، يقال: شهد هو ووالده أحدا، وبعثه أبو بكر بكتاب إلى خالد بن الوليد يوم اليمامة. ينظر: الإصابة (٣/ ٢٧٨). (٦) هو: البراء بن مالك بن النضر الأنصاري، كان حادي النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد المشاهد إلا بدرا، قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أقسم على الله لأبره، استشهد في حصن تستر سنة ٢٠ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٠) والإصابة (١/ ٤١٤). (٧) لوحة رقم [٢/ ٢٠٥]. (٨) سورة النور (٤). (٩) هو: سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي، أبو ثابت الأنصاري، سيد الأنصار، وأحد النقباء، شهد المشاهد إلا بدرا، وكان جوادا كريما، توفي بالشام سنة ١٥ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٣١٠) والإصابة (٣/ ٥٥).