نقل النّووي في (المجموع) الإجماع على استحباب توجيه المحتضر عِنْدَ نَزْعِهِ إلى القبلة، قال:"يُسْتَحَبُّ أَنْ يسْتَقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، وَفِي كَيْفِيَّتِهِ المُسْتَحَبَّةِ وَجْهَانِ"(١). وقال في المجموع:"وَاحْتَجَّ لِلْمَسْأَلَةِ الْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ بِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ"(٢).
قلت: وفي نقله الإجماع نظر، فقد كره مالك ـ كما في المدخل ـ أن يوجّه المحتضر إلى القبلة اقتداء، قال:"لَمْ يَكُنْ مِنْ عَمَلِ النَّاسِ، وَكَرِهَ أَنْ يُعْمَلَ ذَلِكَ اسْتِنَانًا"(٣).
قلت: والاحتجاج بحديث أبي قتادة أنَّ البراء بن معرور أَوْصَى أَنْ يُوَجَّهَ
(١) النّووي "المجموع" (ج ٥/ص ١١٦). (٢) المرجع السّابق. (٣) ابن الحاج "المدخل" (ج ٣/ص ٢٢٩). (٤) ابن أبي شيبة "المصنّف" (ج ٢/ص ٤٤٧/رقم ١٠٨٧٧) وصحّحه الألباني في "الأحكام" (ص ١١) قال: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" بسند صحيح عن زرعة.