قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى"(١).
[صفة البعث (كيفية بعث من في القبور)]
مِنْ عَجْب الذَّنَبِ يُرَكَّب الخلق يوم القيامة وتنبت أجسادهم، فإذا أراد الله تعالى إِخْرَاج الورى وبعث مَنْ في القبور أمطر عَلَيْهِم مَطَرًا فَيَنْبُتُونَ كَمَا ينْبت الزَّرْع من المَاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثُمَّ يُنْزِلُ الله مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ"(٢).
فالله تعالى إذا أراد أن يبعث من في القبور، بعد أن بليت الأجساد ولم يبق منها إلّا عجب الذَّنب، أرسل عليها مطرًا من السَّماء كأنّه الطَّلُّ (أخفّ المطر) لا يمنع منه شيء، فإذا نزل المطر نبتت أجسادهم مثلما ينبت الحبُّ، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥)} [الرّوم].