قلب على الأيّام يوجع، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالعِيَالِ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - "(١).
ومات إبراهيم - عليه السلام - وهو يرضع قبل أن يتمَّ الحولين، ولذلك لمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي، وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ، وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ (لمرْضِعَتَيْنِ) تُكَمِّلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ"(٢).
بكاء النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على ابنته أمّ كلثوم - رضي الله عنها - حال دفنها
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ:"شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ عَلَى القَبْرِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ"(٣).
بكاء النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عند موت ابنة له أيضَا
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، إِلَى بَعْضِ بَنَاتِهِ وَهِيَ فِي السَّوْقِ (٤)، فَأَخَذَهَا وَوَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ حَتَّى قُبِضَتْ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَبَكَتْ ... أُمُّ أَيْمَن، فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَتْ: أَلا أَبْكِي وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَبْكِي؟ قَالَ:"إِنِّي لَمْ أَبْكِ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ"(٥).
(١) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٤/ص ١٨٠٨) كتاب الْفَضَائِلِ. (٢) المرجع السّابق. (٣) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٢/ص ٧٩/رقم ١٢٨٥) كِتَابُ الجَنَائِزِ (٤) أي وروحها تُساق لِتخرج من بدنها. (٥) أحمد "المسند (ج ٤/ص ٤٣٦/رقم ٢٤١٢) حديث حسن.