كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(١٣) باب النهي عن التشبه بأهل الجاهلية والمشركين - ٦١ - ومن أخلاق الجاهلية: تحريم الحلال، وتحليل الحرام. - ج: 9 - ص: 62

قلت: نعم.

قال: "مِنْ أَيِّ الْمالِ؟ ".

قلت: من كل المال؛ من الإبل، والغنم، والخيل، والرقيق.

قال: "فَإِذا آتاكَ اللهُ فَلْيُرَ عَلَيْكَ".

ثم قال: "تُنْتِجُ إِبِلُكَ وافِيةً آذانُها".

قلت: نعم؛ وهل تنتج الإبل إلا كذلك؟

قال: "فَلَعَلَّكَ تَأْخُذُ مُوسَى فَتَقْطَعُ آذانَ طائِفَةٍ مِنْها وَتَقُولُ: هَذهِ بَحِيْرَةٌ، وَتَشُقُّ آذانَ طائِفَةٍ وَتَقُولُ: هَذهِ حَرامٌ"؟

قلت: نعم.

قال: "فَلا تَفْعَلْ؛ إِنَّ كُلَّ ما آتاكَ اللهُ لَكَ حِلٌّ".

ثم قال: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: ١٠٣] (١).

وروى الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عامِرٍ الْخزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ؛ وَكانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوائِبَ، وَبَحَرَ الْبَحِيرَةَ" (٢).

---

(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٤٧٣)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/ ٢٨٣)، وكذا النسائي في "السنن الكبرى" (١١١٥٥) بلفظ قريب.
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٧٥)، والبخاري (٣٣٣٣)، ومسلم (٢٨٥٦).