وقال الكلبي:(هو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة)(٢). وبهذا فسِّر قوله تعالى:{وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ}[الواقعة: ٤٣]، وقوله:{انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ}[المرسلات: ٣٠] الآية؛ وهذا اختيار أبي عبيدة، وابن قتيبة (٣).
وقوله تعالى:{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا} قال المفسرون: أي مما هم فيه من العذاب وشدة العطش.
{يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} قال أبو عبيد: (المهل: كل فِلِزٍّ (٤) أذيب) (٥).
وروي في حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنه أوصى في موضعه فقال "ادفنوني
(١) أخرجه الترمذي في "جامعه" كتاب: جهنم، باب: ما جاء في صفة شراب أهل النار ٤/ ٦٠٩، والإمام أحمد في "مسنده" ٣/ ٢٩، وابن المبارك في "الزهد" ٢/ ٩٠، وأبو نعيم في "الحلية" ١٠/ ٢٩٠، وابن الأثير في "جامع الأصول" كتاب: القيامة، باب: في ذكر الجنة والنار ١٠/ ٥١٤، والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٣٩، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٦٨، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٢، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٩٩. (٢) "جامع البيان" ١٥/ ٢٣٩، و"تفسير القرآن" للصنعاني ١/ ٣٣٨، و"زاد المسير" ٥/ ١٣٤. (٣) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ٢٦٧، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٩٨. (٤) الفِلِزّ بكسر الفاء واللام وتشديد الزاي: نحاس أبيض تجعل منه القدور المفرغة، أو خبت الحديد، أو الحجارة، أو جواهر الأرض كلها، أو ما ينفيه الكير من كل ما يذاب منها. انظر: "تهذيب اللغة" (فلز) ٣/ ٢٨٢٨، و"مقاييس اللغة" (فلز) ٤/ ٤٥١، و"القاموس المحيط" (الفلز) ص (٥٢٠)، و"لسان العرب" (فلز) ٦/ ٣٤٦٠. (٥) "غريب الحديث" لأبي عبيد ٣/ ٢١٧، و"تهذيب اللغة" (مهل) ٤/ ٣٤٦٤.