وكان عمرُ بن الخطاب يُدْنِيه ويُقرِّبه ويشاوِره مع جِلَّة الصحابةِ ويقول:"ابنُ عبَّاس فَتَي الكُهولِ، له لِسانٌ سَؤولٌ وقلبٌ عَقولٌ"(١).
سَمِعَ مِن رسول الله ﷺ يسيرًا وأَخَذَ عن سائرِ الصحابة عِلمًا كثيرًا، وكان يَرفعُ الحديثَ ولا يُسندُه؛ لعِلمِه بعدالَة مَن أَخَذَ عنه.
= والجملة الأولى عند البخاري في صحيحه كتاب: الوضوء، باب: وضع الماء عند الخلاء (١/ ٥٦) (رقم: ١٤٣). وأخرجه أيضا في صحيحه كتاب: العلم، باب: قول النبي ﷺ: "اللهم علّمه الكتاب" (١/ ٣٣/ ٧٥) بلفظ: "اللهم علِّمه الكتاب". وفي فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب: ذكر ابن عباس (٤/ ٥٨٩) (رقم: ٣٧٥٦) بلفظ: "اللهمّ علِّمه الحكمة" "اللهمّ علّمه الكتاب". وأخرجه ابن ماجه في السنن (١/ ٥٨) (رقم: ١٦٦) من طريق أبي بكر بن خلاد الباهلي عن عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: "اللهم علّمه الحكمة وتأويل الكتاب". قال ابن حجر: "وهذه الزيادة مستغربة من هذا الوجه". الفتح (١/ ٢٠٥). قلت: وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٢٨٥) (رقم: ٣٧٦) من طريق محمد بن المثني، عن عبد الوهاب الثقفي به بلفظ: "اللهم علّمه الحكمة". وأخرجه بلفظ ابن ماجه: ابنُ سعد في الطبقات (٢/ ٢٧٨)، وفي (١/ ١٢١) (رقم: ١٢ - الطبقة الخامسة من الصحابة-) من طريق إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس به. وسكت عليه الحافظ في الفتح، وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم كما في التقريب (رقم: ٤٨٤). (١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٥٣٩)، والبيهقي في المدخل إلي السنن الكبري (ص: ٢٩٠) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: "قال المهاجرون لعمر بن الخطاب: ادع أبناءنا كما تدعو ابن عباس. قال: ذاكم فتي الكهول إن له لسانًا سؤولًا وقلبًا عَقولًا". قال الذهبي: "منقطع". أي بين الزهري وعمر ﵁. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٣٢٣)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٣١٨) من طريق عبد الرزاق عن ابن عيينة عن أبي بكر الهذلي قال: "دخلت علي الحسن فقال: إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل، كان عمر يقول … "، وذكره. وسنده ضعيف جدا، أبو بكر الهذلي أخباري متروك الحديث كما في التقريب (رقم: ٨٠٠٢). وقصة إدخال عمر ﵁ لابن عباس مع أشياخ بدر في صحيح البخاري كتاب: التفسير (٦/ ٤٠٨) (رقم: ٤٩٧٠)، وغير ذلك من المواضع.