فإذا وصلَ مِنًى، رمى جمرةَ العقبةِ مِنْ بطنِ الوادي بسَبْعٍ، واحدةً بعدَ
في حديثِ جابر: أن النبي ﷺ لم يزل واقفًا عندَ المَشعَرَ الحرامِ، حتَّى أسفرَ جدًا (١).
(ثُمَّ) بعدَ الإسفارِ (يسيرُ) قبلَ طُلوعِ الشَّمس بسكينةٍ (فإذا بلغَ مُحسِّرًا): وهو وادٍ بينَ مُزدلفَة ومِنًى، سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّه يحسرُ سالكَهُ (أَسرعَ) قَدْرَ (رَمْيةِ حَجَرٍ) إن كان ماشيًا، وإلا، حَرَّكَ دابَّتَه؛ لأنَّه ﷺ لمَّا أتى بَطنَ مُحسِّرٍ، حرَّكَ قليلًا، كما ذكرَهُ جابر (١).
(ويأخدُ حصَى الجمارِ سبعينَ حصاة) من حيثُ شاءَ، وكان ابنُ عمرَ يأخذُه من جَمعٍ (٢). وفعلَه سعيدُ بن جبير وقال: كانُوا يتزوَّدون الحصى مِن جَمْعٍ (٣). وتكونُ الحصاةُ (بينَ الحِمَّصِ والبُنْدُقِ) كحصى الخَذف، فلا يُجزئ (٤) صغيرة جدًّا ولا كبيرة، ولا يُسنُّ غسلُه.
(فإذا وصلَ مِنًى) وهي: من وادي مُحسِّرٍ إلى جمرةِ العقبةِ (٥)(رَمى جمرةَ العقبةِ) راكبًا إن كان كذلك. وقال الأكثرُ: ماشيًا. ونُدِبَ أن يستقبلَ القِبلةَ، وأن يرمي على جانبِه (٦) الأيمنِ. ويكونُ الرَّميُ (مِن بطنِ الوادي بسبع) حَصَياتٍ متعاقباتٍ (واحدةً بعدَ
(١) سلف ص ٣٦٩. (٢) أخرجه البيهقي ٥/ ١٢٨. (٣) أخرج ابن أبي شيبة ٤/ ١٩٠ "نشرة العمروي" عن سعيد بن جبير قال: خذوا الحصى من حيث شئتم. (٤) في (م) و (ح): "تجزئ". (٥) "معجم البلدان" ٥/ ١٩٨. (٦) في (ح) و (م): "حاجبه".