بذلك عندهم (١)، وخبره معهم فى توريته عن الإسلام معروف.
وقولها لعمر:" كذبت " معناه: أخطأت، وقد استعملوا الكذب بمعنى الخطأ.
وقولها:" ولقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونى أرسالا يسألونى عن هذا الحديث "، قال الإمام: يعنى: أفواجا فرقاً منقطعة، يقال: أورد إبله أرسالاً: إذا أوردها منقطعة، وأوردها عراكاً: إذا أوردها جماعة.
قال القاضى: وقوله: " إن هذا رد على البُشرى " للأعرابى الذى قال له: أكثرت على من أبشر (٢): قول من لم يتمكن الإيمان من قلبه ممن كان يستألفه النبى - عليه الصلاة والسلام - من أشراف العرب، يستألف بهم قومهم وأمثالهم. وقد جاء معنا أنه من بنى تميم وهو - والله أعلم - الذين نادوه من وراء الحجرات وأمثالهم، وقد قال الله تعالى فى أولئك:{أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}(٣) ولو صدر [مثل](٤) هذا الكلام من مسلم لكان قوله هذا كفراً وردّة؛ لأن فيه تهمة للنبى - عليه الصلاة والسلام - واستخفافاً بصدق قوله ووعده.
(١) فى ح: عنهم. (٢) سبق فى حديث رقم (١٦٤) من هذا الكتاب. (٣) الحجرات: ٤. (٤) ساقطة من ح.