فيجوز، حتى رواه بعضهم:" إلا فرار " وهذا لا يجوز - أيضاً - إذ لا يقال: أفروا، وإنما يقال: فروا.
كذلك قال جماعة - أيضاً - فى رواية النصب، وقالوا: إن إدخال " إلا " ها هنا غلط على كل حال، وإنما هو كما جاء فى الأحاديث الأخر:" لا تخرجوا فراراً منه "، أو " لا يخرجكم فرارُ عنه "، وبعض المحققين من أهل العربية خرّج فى رواية النصب الجواز على الحال، وأن [الإهالة إيجاب](١) لا للاستثناء؛ لأنها توجب هنا بعض ما نفاه من الجملة، ونهى عنه من الخروج؛ كأنه قال: لا تخرجوا منها إذا لم يكن خروجكم إلا فرارًا من الطاعون، وأباح الخروج إذا كان لغرض آخر ما لم يكن قصدًا إلى الفرار، وهذا تفسير معنى الحديث الآخر المجمل " ولا تخرجوا منها "، فبيّن أن النهى عن الخروج على الخصوص لا على العموم.
قوله: سُئل النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الطاعون فقال: " غدة كغدة البعير، يخرج فى المراقى والآباط ": قال أبو عمر بن عبد البر: قال غير واحد من أهل العلم: وقد يخرج فى الأيدى والأصابع وحيث شاء الله من البدن، وما أخبر به - عليه السلام - حق، لكنه الغالب - والله أعلم (٢).
(١) فى ح: إلا ههنا للإيجاب. (٢) انظر: التمهيد ١٩/ ٢٠٥، ب عبد الله بن جابر بن عتيك، والمغنى عن حمل الأسفار ٢/ ٢٤٩فوائد السفر.