٢. حديث جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«أُعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا ... »(١).
وجه الدلالة:
دل الحديث على أن الله سبحانه وتعالى جعل الأرض طهورًا كما جعل الماء طهورًا (٢)، والطهور اسم للمُطِّهر، فدل على أن الحدث يزول بالتيمم كالوضوء (٣).
المناقشة:
نوقش بأن المراد بالحديث أنه كالوضوء في استباحة الصلاة والقراءة وغير ذلك، وإلا فمن المعلوم أنه ليس تقع به الوضاءة، وإنما هو ملوَّث ومغبَّر (٤).
الجواب:
أجيب بأنه من المعلوم أن استباحة الصلاة والقراءة وغير ذلك لابد أن تكون بطهارة، فلو لم يكن رافعًا للحدث لما استبيحت به الصلاة.
فمن التناقض أن يقال: التيمم ليس بطهارة تامة، ولكنه يبيح فعل الصلاة
(١) تقدم تخريجه (ص ٣٨). (٢) مجموع فتاوى ابن تيمية (٢١/ ٤٣٧). (٣) بدائع الصنائع (١/ ٣٤٤). (٤) الانتصار (١/ ٤٣٢).