كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار - ت أيمن فؤاد سيد

ذكر قاهرة المعز - ذكر ما كان من أمر القصرين والمناظر بعد زوال الدولة الفاطمية - ج: 2 - ص: 611

الصّالحيّة (١)، بألف وخمسة وتسعين (a) دينارا في رابع شهر ربيع الآخر (b) سنة ستين وستّ مائة، من كمال الدّين ظافر بن الفقيه نصر وكيل بيت المال، ثم باعها المذكور للملك الظّاهر (c) ركن الدّين (c) بيبرس في حادي عشرين ربيع الآخر (b) المذكور.

وقاعة السّدرة هذه (c) هي قاعة الذّهب (c)، وقد صارت هي وقاعة الخيم المدرسة (d) الظّاهريّة الرّكنيّة البيبرسيّة البندقداريّة.

قال القاضي الفاضل (e) في «تعليق المتجدّدات» لسنة أربع وثمانين وخمس مائة ومن خطّه نقلت ما نصّه (e): يوم (f) الاثنين سادس رجب (g)، يعني من سنة أربع وثمانين وخمس مائة:

فيه ظهر تسحّب رجلين من المعتقلين في القصر: أحدهما من أقارب المستنصر، والآخر من أقارب الحافظ؛ وأكبرهما سنّا كان معتقلا بالإيوان، حدث به مرض وأثخن فيه، ففكّ حديده ونقل إلى القصر الغربي في أوائل سنة ثلاث وثمانين، واستمرّ لما به ولم يستقل من المرض، وطلب ففقد واسمه موسى بن عبد الرّحمن بن حيدرة بن أبي الحسن أخي الحافظ. واسم الآخر موسى بن عبد الرّحمن بن أبي محمد بن أبي البشر (i) بن محسن بن المستنصر، وكان طفلا في وقت الكائنة بأهله، وأقام بالقصر الغربي فعمّر به (j) إلى أن كبر وشبّ.

قال: وذكر أنّ القصر الغربي قد استولى عليه الخراب، وعلا على جدرانه التّشعّث والهدم، وأنّه يجاور إسطبلات فيها جماعة من المفسدين، وربّما تسلّق إليه للتطرّق للنّساء المعتقلات.

والمتسلّق منه إذا قويت نفسه على التّسحّب لم تكن عقلته في القصر المذكور مانعة من التّسحّب (k).

---

(a) بولاق وليدن: سبعين.
(b) بولاق: جمادى الآخرة.
(c) (c-c) ساقطة من بولاق.
(d) بولاق: أصل المدرسة.
(e) زيادة من مسودة المواعظ.
(f) بولاق: وفي يوم.
(g) بولاق وليدن: شهر رجب.
(h) ساقطة من بولاق.
(i) بولاق: ابن أبي اليسر.
(j) بولاق: مع من أسر به.
(k) مسودة المواعظ: مانعة منه.
(١) القاضي شمس الدين أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور بن رافع المقدسي الجماعيلي الحنبلي، قاضي قضاة الحنابلة بالديار المصرية وشيخ الشيوخ بخانقاه سعيد السّعداء. دمشقي الأصل قدم إلى مصر سنة أربعين وستّ مائة وهو في السابعة والثلاثين من عمر وتولى تدريس المدرسة الصالحية النجمية. وهو أول من تولى قضاء القضاة الحنابلة بمصر عند ما قرّر السلطان الظاهر بيبرس في سنة ٦٦٣ هـ/ ١٢٦٥ م إمامة قضاة أربعة، وتوفي سنة ٦٧٦ هـ/ ١٢٧٧ م (ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة، وقف على طبعه وصححه محمد حامد الفقي، القاهرة ١٩٥٣، ٢٩٤: ٢ - ٢٩٥؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٩: ٢ - ١٠؛ المقريزي: المقفى الكبير ١٠٣: ٥ - ١٠٧).