ومنها قول النبي (٤٨٣)(عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت [جوعا] فدخلت فيها النار)(٤٨٤).
قلت: تضمن هذا الحديث استعمال "في" دالة على التعليل، وهو مما (٤٨٥) خفي على أكثر النحويين مع وروده في القرآن العزيز والحديث والشعر القديم.
فمن الوارد في القرآن العظيم قوله تعالى {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. (٤٨٦) وقوله تعالى {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(٤٨٧).
ومن الوارد في الحديث"عذبت امرأة في هرة" و (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير)(٤٨٨).
ومن الوارد في الشعر القديم قول جميل (٤٨٩):
٨٥ - فليت رجالًا فيك قد نذروا دمي ... وهموا بقتلي يا بُثينَ لقوني
ومنه قول أبي خراش (٤٩٠):
(٤٨٣) صحيح البخاري ٣/ ١٣٩. وروي في ٥/ ٢١٤ بلفظ: "سجنتها" و "ربطتها" بدلا من "حبستها". وما بين المعقوفتين ليس في المخطوطاتْ. (٤٨٤) ج: ما. تحريف. (٤٨٥) الأنفال ٨/ ٦٨. (٤٨٦) من "أخذتم" إلى هنا ساقط من ب. (٤٨٧) النور ٢٤/ ١٤. (٤٨٨) صحيح البخاري ٢/ ١١٤ و ٨/ ٢٠. وينظر أيضا ١/ ٦٢و ٨/ ٢١ وروي في ٢/ ١١٨ بلفظ "من كبير" .. (٤٨٩) ديوانه ص ٢١٠. (٤٩٠) البيت في ديوان الهذليين ١/ ١٥٥ منسوب لأبي ذؤيب.