* وهم حُرَّاس الدين، وحُماته من الابتداع والتحريف:
فعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم علي بن أبي طالب، ومعاذ، وابن عمر، وأسامة بن زيد وغيرهم رضي الله عنهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" يَحمل هذا العلمَ من كل خَلفٍ عدو لُه، يَنْفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويلَ الجاهلين "(١).
وقد قيل لعبد الله بن المبارك:" هذه الأحاديث المصنوعة؟! "، فقال:" يعيش لها الجهابذة "(٢).
وعن ابن عُلية قال: (أخذ هارون الرشيد زنديقًا، فأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق:" لم تضرب عنقي؟ "، قال له:" أريح العباد منك "، قال:" فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها ما فيها حرف نطق به؟! "، فقال له الرشيد:" فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلاً، فيخرجانها حرفًا حرفًا ") (٣).
* وهم أولياء الله الذين قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أولياء الله: الذين إِذا رؤوا ذُكِر الله "(٤).
ومن أعظم مناقب الربيع بن خُثيم رحمه الله قول ابن مسعود رضي الله عنه
(١) صححه الإمام أحمد، وابن عبد البر وانظر تخريجه وتحقيقه في " العواصم من القواصم " لابن الوزير (١/ ٣٠٨ - ٣١٣)، و " تحقيق المشكاة " رقم (٢٤٨). (٢) " اللاليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للسيوطي (٢/ ٤٧٢). (٣) " تذكرة الحفاظ " (١/ ٢٥٢). (٤) أخرجه الطبراني في " الكبير " (١٢٣٢٥)، وانظر: " السلسلة الصحيحة " رقم (١٧٣٣).