له الرجل:" وددت أنك لم تتعَنَّ "، فقال:" إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجع "(١).
وعن ابن القاسم قال: (قيل لمالك: " لم لمْ تكتب عن عمرو بن دينار؟ "، قال:" أتيته والناس يكتبون عنه قيامًا، فأجْللْتُ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أكتبه وأنا قائم ") (٢)
وقال عبد الله بن المبارك:(وكنت عند مالك وهو يحدثنا؛ فلدغته عقرب؛ ستة عشر مرة (٣)، ومالك يتغير لونه، ويصبر، ولا يقطع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغ من المجلس، وتفرق الناس، قلت:" يا أبا عبد الله، لقد رأيت منك اليوم عجبًا " قال: " إنما صبرت. إجلالا لحديث رسول - صلى الله عليه وسلم - ") (٤).
[فائدة]
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة شرحه لكتاب " صحيح مسلم ": (فصل: يستحب لكاتب الحديث إذا مر بذكر الله عز وجل أن يكتب " عز وجل " أو " تعالي " أو " سبحانه وتعالى " أو " تبارك وتعالي " أو " جل ذكره " أو " تبارك اسمه " أو " جلت عظمته " أو ما أشبه ذلك.
وكذلك يكتب عند ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكمالها، لا رامزًا اليهما، ولا مقتصرًا على أحدهما.
وكذلك يقول في الصحابي:" رضي الله عنه "، فإن كان صحابيًا ابن
(١) " السابق " (١/ ٤٠٩). (٢) " السابق " (١/ ٤٠٨) (٣) كذا في الأصل، ولعله خطأ من الناسخ، والصواب: " ست عشرة مرة ". (٤) " ترتيب المدارك " (١/ ١٥٥).