لقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإكرام أهل القرآن، فقال:" إِن من إجلال الله إِكرامَ ذي الشيبة المسلمِ، وحاملِ القرآنِ، غير الغالي فيه (١) والجافي عنه (٢)، وإِكرام ذي السلطان المقسِط "(٣).
وسمَّاهم - صلى الله عليه وسلم - اسمًا ينبض بأعظم المعاني: سماهم " أهلَ الله وخاصته "، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " إِن لله تعالى أهلين من الناس: أهل القرآن، هم أهل الله وخاصَّتُه "(٤).
ولأن خير الكلام كلام الله تعالى؛ فإن خير الناس من اشتغل به مخلصًا لله عز وجل، عن أمير المؤمين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" خيركم من تعلم القرآن، وعلَّمه "(٥).
(١) الغلو فيه: المبالغة في التجويد، أو الإسراع في القراءة، بحيث يمنعه عن تدبر معانيه، وقيل: هو مجاوزة الحد فيه من حيث لفظه أو معناه بتأويل باطل. (٢) الجفاء فيه: أن يتركه بعد علمه، وينساه بعد حفظه، وقيل: الجافي عنه: المتباعد عن العمل به، وإتقان معانيه، وانظر: " فيض القدير " للمناوي (٢/ ٥٢٩)، و " دليل الفالحين " (٢/ ٢١٥). (٣) " صحيح سنن أبي داود " (٣/ ٩١٨) رقم (٤٠٥٣) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (٤) " صحيح سنن ابن ماجه " (١/ ٤٢) رقم (١٧٨) من حديث أنس رضي الله عنه، وانظر: " السلسلة الضعيقة " (٤/ ٨٤) رقم (١٥٨٢). (٥) رواه البخاري (٩/ ٧٤ - فتح).