وليحذر طالب العلم الإثقال على الشيخ وإضجاره، وإلا لقي ما لا يسره: عن هُشيم قال: (كان إسماعيل بن أبي خالد من أحسن الناس خُلُقًا، فلم يزالوا به حتى ساء خُلُقُه)(١).
وعن قُرَّة بن خالد قال: (سأل رجل محمد بن سيرين عن حديث -وقد أراد أن يقوم- فقال:" إنك إن كلَّفتني ما لم أُطِقْ؛ ساءك ما سرَّك مني مِن خُلُق ") (٢).
وعن سلمة بن شَبيب قال: (رأيت عبد الرزاق -وهو بمكة- فقلت له: كيف أصبحت؟ قال:" بِشَر ما رأيتُ وجهك، فإنك مُبْرِم ") (٣).
وعن عمرو بن علي قال: (جاء رجل إلى يحيى بن سعيد يسأله عن أحاديث، وطول عليه، فقال له يحيى:" ما أراك إلا خيرًا مني، ولكنك ثقيل ") (٤).
وقال رَوَّاد: (سألت مالكًا عن أربعة أحاديث، فلما سألته عن الخامس؛ قال:" يا هذا! ما هذا بإنصاف ") (٥).
وعن إسماعيل بن موسى قال: (دخلنا إلى أنس بن مالك -ونحن جميعًا من
(١) " الجامع " للخطيب (١/ ٢١٨). (٢) " السابق " (١/ ٢١٥). (٣) " السابق " (١/ ٢٢١). (٤) " السابق " (١/ ٢٢١). (٥) " السابق " (١/ ٢١٥).