* ينبغي لطالب العلم أن يلاطفَ شيخه في المسألة، ويرفق به، ويخاطبَه بالسؤدَد والتفدية، ويديمَ الدعاء له، والتأدبَ معه، فإن ذلك خير سبيل إلى بلوغ أغراضه منه، قال المستظهر:" أدب السائل أنفع من الوسائل "(١).
وعن وهب بن منبه وسليمان بن يسار أنهما قالا:" حُسن المسألة نصف العلم، والرفق نصف العيش "(٢).
* والأدب خير وسيلة لاستدرار علم الأستاذ:
قال ابن جُرَيج:" لم أستخرج الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به "(٣).
وقال الأصمعي (٤):
لم أرَ مثلَ الرفقِ في أمره ... أخرجَ للعذراءِمن خِدْرها
من يستعن بالرفق في أمره ... قد يُخرجُ الحيةَ من جُحْرِها
وقد قيل:" ليس من أخلاق المؤمن التملُّق ولا الحسد، إلا في طلب العلم "(٥).
(١) " سير أعلام النبلاء " (١٩/ ٣٩٨). (٢) " جامع بيان العلم " (١/ ٣٨٢). (٣) " السابق " (١/ ٥١٩). (٤) " الجامع " لابن الخطيب (١/ ٢٠٩). (٥) " السابق " (١/ ٢١١)، والمقصود بالحسد هنا: المشروع منه، وهو الغبطة، لا المذموم الذي هو تمني زوال النعمة عن الغير.