فبين العالم والمتعلم أبوة دينية (٢)، قال تعالى:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[الأحزاب: ٦] وفي قراءة أبي: " وهو أب لهم " (٣).
[الثانية: الأدب مع الأكابر خلق مغروز في نفوس البهائم]
فقد قال عز وجل: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: ١٨] والشاهد في قولها: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}؛ فإنه يدل على ظهور رحمة سليمان وجنوده، وعلى شهرة حاله وحالهم في باب التقوى، ويدل على أدبها
(١) رواه أبو داود رقم (٨)، وابن ماجه (١/ ١٣١)، والدارمي (١/ ١٧٢)، وحسنه الألباني في " المشكاة " (١/ ١١٢). (٢) يسميها القانون الإيرلندي " الرضاع الأدبي ". (٣) انظر: " طريق الهجرتين " ص (١٦).