كان التنزه عن الغيبة -كغيره من الفضائل- سمة سائدة عند السلف الصالح والقرون الفاضلة.
قال إياس بن معاوية بن قُرَّة رحمه الله تعالى:
" كان أفضلهم عندهم -أي عند الصحابة رضي الله عنهم- أسلمهم صدورًا، وأقلهم غيبة "(١)
وعن سهل بن عبد الله التُّسترِيِّ رحمه الله قال:" من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، وأن لا يغتابوا، ولا يغتاب عندهم، وأن لا يشبعوا، وإذا وعدوا لم يُخلفوا، ولا يمزحون أصلاً "(٢).
وقال بعضهم. " أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس "(٣).
وقال الإمام ابن الجوزي واصفًا شيخه عبد الوهاب الأنماطي:(كان على قانون السلف لم يُسمع في مجلسه غيبة ... )(٤).
ثم عَزَّ هذا الخُلُق فيمن أتى بعدهم، قال الإمام وكيع بن الجراح (ت ١٩٧ هـ) رحمه الله تعالى: " من عزة السلامة من الغيبة أنه لم يسلم منها إلا القليل "،