عمرُ على أهلِ الرَّمادَةِ (١) حتّى وَقَعَ مَطَرٌ فتَرَحَّلُوا، فخَرَجَ إليهم عمرُ راكبًا فَرَسًا يَنْظُرُ إليهم كيف يَتَرَحَّلُون، فدَمَعَتْ عيناه، فقال رجلٌ مِنْ مُحارِبِ خَصَفَة: أشْهَدُ أنّها انْحَسَرَتْ عنك ولسْتَ بابن أميّةَ (٢)، فقال عمر: ويْلك، ذلك لو كنتُ أنْفِقُ عليهم مِنْ مالي أو مِنْ مالِ الخطابِ، إنّما أنْفِقُ عليهم مِنْ مالِ الله تبارك وتعالى.
(١) زاد في س: «في مقامهم»، و «الرمادة»: سنة مجاعة كانت في خلافة عمر، لُقِّبت الرمادة لما رَمَدَ فيها من الناس والحيوان؛ أي: هلك، والرَّمْد: الهلاك، يقال: «رَمَدَ القومُ وأَرْمَدوا»: إذا هلكوا. «الزاهر» (ص: ٣٨٨). (٢) كذا في ظ ز ب، وكذلك في س، وأشار فيه إلى نسخة أخرى: «أمة».