الثاني: لما كان اكتيالهم من الناس اكتيالاً فيه إضرار بهم وتحامل عليهم أقيمت [على] مقام [من] الدالة على ذلك (١)، أي: على الاستعلاء وما يحمله من المعاني كالظلم والتعدي ونحوها.
قال أبو السعود:(وتبديل كلمة [على] بـ[من] لتضمين الاكتيال معنى: الاستيلاء)(٢).
الثالث: أن يكون ذلك للدلالة على أن اكتيالهم: لما لهم على الناس؛ لأن استخدام [من] في هذا المقام يوهم معنى آخر، وهو أنهم يكتالون للناس ما ليس لهم.
قال البيضاوي:(أي: إذا اكتالوا من الناس حقوقهم يأخذونها وافية، وإنما أبدل [على] بـ[من] للدلالة على أن اكتيالهم لما لهم على الناس)(٣).
الرابع: أن يكون [على] متعلق بـ {يَسْتَوْفُونَ}[المطففين:٢] من باب تقديم المفعول على الفعل.
قال الزمخشري:(ويجوز أن يتعلق على بـ {يَسْتَوْفُونَ}[المطففين:٢] ويقدم المفعول على الفعل لإفادة الخصوصية، أي: يستوفون على الناس خاصة)(٤). والله تعالى أعلم.
قال تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)} [المطففين:٢٨].
١٤٧/ ٢ - قال ابن عقيل:({بِهَا} يعني: منها اهـ)(٥).
(١) التفسير الكبير ٣١/ ٨٠. (٢) تفسير أبي السعود ٦/ ٣٩٤، وينظر: البرهان للزركشي ٣/ ٣٤٢، روح المعاني ٣٠/ ٦٨. (٣) تفسير البيضاوي ٥/ ٤٦٣. (٤) الكشاف ٤/ ٧٢٠. (٥) الواضح ١/ ١٢٢.