قال الطبري:({فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}[الحج:٣٦] يقول: فإذا سقطت فوقعت جنوبها إلى الأرض بعد النحر .. ) ثم قال: ( ... وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)(١).
ومن أقوالهم ما يلي:
قال الزجاج:({وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}[الحج:٣٦] أي: سقطت إلى الأرض)(٢).
وقال الراغب:(وجبت الشمس: إذا غابت، كقولهم: سقطت ووقعت، ومنه قوله تعالى:{فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}[الحج:٣٦])(٣).
وقال البغوي:(يعني: سقطت بعد النحر؛ فوقعت جنوبها على الأرض)(٤).
وفي تفسير الوجوب هنا بالسقوط فائدتان:
الأولى: أن الإبل تنحر قائمة؛ لأن السقوط لا يكون إلا من قيام.
الثانية: أن فيه دليلاً لمن قصر البدن في الإبل، وقال: لا تطلق على البقر لأن البقر تذبح مضجعة ولا تنحر من قيام. والله أعلم.
(١) جامع البيان ١٦/ ٥٦٠، وينظر أيضاً: تفسير ابن كثير ٥/ ٢٣٩١. (٢) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٢٨، وينظر: ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن ص ٣٧٠، الوجيز ٢/ ٧٣٤. (٣) المفردات ص ٥٨٣. (٤) معالم التنزيل ٣/ ٢٤٣.