وقال السعدي:({وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهِ انْبِعَاثَهُمْ}[التوبة:٤٦] معكم في الخروج للغزو {فَثَبَّطَهُمْ} قدَراً وقضاء، وإن كان قد أمرهم وحثهم على الخروج وجعلهم مقتدرين عليه، ولكن بحكمته ما أراد إعانتهم؛ بل خذلهم .. ) إلى أن قال: (ثم ذكر الحكمة في ذلك فقال: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا}[التوبة:٤٧]، أي: نقصاً)(١). والله أعلم.
٦٤/ ٤ - قال ابن عقيل:({وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} ولم يقل يرضوهما وطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ذكره الله في كتابه (٢)، وهاء الكناية في التثنية والجمع أبلغ من الجمع بالواو اهـ) (٣).
الدراسة:
للعلماء في إفراد الضمير:{يُرْضُوهُ}[التوبة:٦٢] توجيهات كثيرة، أهمها ثلاثة:
١ - أن الإفراد جاء لتعظيم الله سبحانه.
٢ - أنه في حكم أمر واحد إذ في رضى الله رضى رسوله - صلى الله عليه وسلم - (٤).
(١) تفسير السعدي ٣/ ٢٤٣. (٢) يقصد به حديث الخطيب الذي قال: ومن يعصهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " بئس الخطيب أنت .. " الحديث أخرجه مسلم في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (٨٧٠). (٣) الواضح ٣/ ٣٠٥. (٤) ينظر: الكشاف ٢/ ٢٧٢، التسهيل ١/ ٣٦٢، تفسير أبي السعود ٣/ ١٦٤.