٢ - أن يضاف إلى السبب الفاعل مثل قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)} [الفلق:٢].
٣ - أن يحذف فاعله مثل قوله تعالى: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (١٠)} [الجن:١٠]. ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر، وإنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧)} [الأعراف:١٦٧](١).
فالله سبحانه خلق إبليس الذي هو مادة لفساد كل شيء، وسبب لشقاوة كثير من العباد، ومع هذا: فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب سبحانه ترتبت على خلقه، ووجودُها أحب إليه من عدمها، منها: أنه يظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات فخلق هذه الذات التي هي أخبث الذوات في مقابلة ذات جبرائيل التي هي من أشرف الذوات، كما ظهرت قدرته في: خلق الليل والنهار، والدواء والداء، والحياة والموت، والحسن والقبيح، والخير والشر، وذلك أدل دليل على كمال صفاته وأفعاله (٢).
قال النسفي (٣): ({قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}[الأعراف:١٥] إلى النفخة الأولى، وإنما أُجيب إلى ذلك لما فيه من الابتلاء، وفيه تقريب لقلوب الأحباب، أي: هذا بِرِّي بمن يسيئني فكيف بمن يحبني، وإنما جسره على السؤال مع وجود الزلل منه في الحال علمه بحلم ذي الجلال)(٤).
(١) ينظر: مجموع الفتاوى ٨/ ٩٤. (٢) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية ١/ ٣٢٧. (٣) هو أبو البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي الحنفي من أهم تصانيفه: مدارك التنزيل وحقائق التأويل في التفسير، مات سنة ٧١٠ هـ، له ترجمة في: الدرر الكامنة ٣/ ١٧، طبقات الأدنه وي ص ٢٦٣. (٤) تفسير النسفي ٢/ ٤٦.