فإن قلت: لم يصحَّ المثل الأول في ذلك لِمَا ذكرت من عروض اجتماع الحرفين، بل لأن الأول مفردٌ لِينٌ.
قلت: هذا إنما يَمنع من الإدغام في كلمتين، نحو: فِي يَدِه، و: ذُو وَفْرة (٤)، وأما في الكلمة الواحدة فيجب الإدغام، نحو: مَرْضِيَّة، ومَدْعُوّ.
فإن كان الذي قبل حرف العلة فتحةً وجب الإدغام في كلمة وفي كلمتين، نحو: قَوَّ، وجَوَّ، وحَيَّ (٥)، ومَصْطَفَوْ واقد، واغلاميّ (٦) ياسر (٧).
* [«افْكُكْ وادَّغِمْ»]: في "شرح الغاية"(٨) ما معناه: ولا فرقَ أن يكونا متطرفين، نحو: حَيِيَ، أو قبل ألفٍ ممدودة، نحو: أَحْيِيَاء، وأَعْيِيَاء، أو ألفٍ ونونٍ زائدتين، نحو أن تَبْنيَ من: حَيِيْت مثلَ "مفعلان"، نحو: محييان، أو قبلَ تاءِ التأنيث لَحِقتْ بناءَ جمعٍ،
(١) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في مصادر البيت: دُووِيَ. (٢) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في مصادر البيت: اعْلَنْكَسَا. وهذا بيت من مشطور الرجز. روي: «دُوِّي»، ولا شاهد فيه. فاحِم: شعر أسود، ودُووِي: عُولِج، واعْلَنْكَس: تراكم وكثر أصله. ينظر: الديوان ١/ ١٨٩، والقلب والإبدال لابن السكيت ١١٦، وأمالي القالي ٢/ ١٤٦، وتهذيب اللغة ٣/ ١٩٤، والخصائص ١/ ٩٦، والمنصف ١/ ٢٦٣، واللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٧٧٠. (٣) لم أقف على: اعكنكس، أو: اعكنكش في شيء من المصادر التي بين يدي، والذي في مصادر البيت: اعْلَنْكَس. (٤) هي الشعر المجتمع على الرأس. ينظر: القاموس المحيط (و ف ر) ١/ ٦٨٣. (٥) كذا في المخطوطة مضبوطًا في الكلمات الثلاث، والصواب: قَوٌّ -وهو وادٍ بعقيق بني عقيل- وجَوٌّ -وهو الهواء وما انخفض من الأرض- وحيٌّ. ينظر: معجم ما استعجم ٣/ ١١٠٣، والقاموس المحيط (ج و و) ٢/ ١٦٦٩، وتاج العروس (ق و و) ٣٩/ ٣٧٠. (٦) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب: وغلامَيْ. (٧) الحاشية في: ٢٢٢. (٨) النكت الحسان في شرح غاية الإحسان ٢٤١، ٢٤٢.