وفي رواية: إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء (١).
وهذا منه بهذا المحضر العظيم دليل ظاهر في إجماعهم على أنه ليس بواجب (٢).
٤ - لأن الأصل عدم الوجوب حتى يثبت دليل صحيح صريح في الأمر به، ولا معارض له، ولا قدرة لهم على هذا (٣).
أما الدليل على سنيته فمنه ما يلي:
١ - حديث عبد الله بن مسعود؛ قال: قرأ - صلى الله عليه وسلم -: {وَالنَّجْمِ} بمكة، فسجد بها، فما بقي أحد من القوم إلا سجد، فأخذ رجل من قريش كفًا من حصى أو تراب ورفعه إلى جبهته، وقال يكفيني هذا، فلقد رأيته بعد قتل كافرًا (٤).
٢ - حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد أحدنا موضعًا لجبهته (٥).
وقد نوقش: الاستدلال بهذه الأدلة بما نوقش به هناك فليرجع إليه.
(١) سبق تخريجه. (٢) الحاوي (٢/ ٢٠١) المغني (٢/ ٣٦٥) المجموع (٤/ ٦٢) المبدع (٢/ ٢٨). (٣) المجموع (٤/ ٦٢) حاشية ابن قاسم (٢/ ٢٣٤). (٤) أخرجه البخاري في كتاب أبواب سجود القرآن وسنتها (٢/ ٣٢) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة (١/ ٤٠٥) (١٠٣، ١٠٤). (٥) أخرجه البخاري في أبواب سجود القرآن وسنتها، باب من سجد لسجود القارئ (٢/ ٣٣) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة (١/ ٤٠٥) (١٠٣، ١٠٤).