٤ - صلة الرحم من أسباب النجاة من العقوبة؛ لأن قطيعة الرحم تسبب العقوبة، في الدنيا والآخرة، فعن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة: من البغي وقطيعة الرحم»(١) وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يدخل الجنة قاطع»(٢) يعني قاطع رحم (٣) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: "هذا مقام العائذ بك من القطيعة". قال:"نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؛ " قالت: بلى يا رب، قال:"فهو لك "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ - أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ - أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: ٢٢ - ٢٤]»، (٤) وعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»(٥) وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله عز وجل أنا الرحمن، وأنا خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته»(٦).
٥ - صلة الرحم الكاملة التي تحصل بها الإعانة هي أن المسلم يصل من
(١) أبو داود، كتاب الأدب، باب في النهي عن البغي، ٤/ ٢٧٦، برقم ٤٩٠٢، والترمذي، كتاب صفة القيامة، باب: حدثنا علي بن حجر، ٤/ ٦٦٤، برقم ٢٥١١، وقال: "هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، باب عقوبة قاطع الرحم في الدنيا، ١/ ١٤٧، برقم ٦٧، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ٩١٧، ٩٧٦. وصحيح الأدب المفرد ص ٥٣. (٢) متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب إثم القاطع ٧/ ٩٥، برقم ٥٩٨٤، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، ٤/ ١٩٨١، برقم ٢٥٥٦. (٣) من رواية مسلم المتقدمة برقم ٢٥٥٦. (٤) متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله، ٧/ ٩٦، برقم ٥٩٨٧، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، ٤/ ١٩٨٠، برقم ٢٥٥٤، والآيات من سورة محمد ٢٢ - ٢٤. (٥) مسلم، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، ٤/ ١٩٨١، برقم ٢٥٥٦. (٦) البخاري في الأدب المفرد، باب فضل صلة الرحم، ص ٣٣، برقم ٥٣، بلفظه، وأبو داود، في كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم، ٢/ ١٣٣، برقم ١٦٩٤، والترمذي، وصححه في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في قطيعة الرحم، ٤/ ٣١٥، برقم ١٩٠٧، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: ٥٢٠، وصحيح الأدب المفرد ص ٤٩.