المال الذي جعل في مصالح المسلمين فقسم بالباطل بغير عدل، أو بغير إذن الإمام، لأن ما في بيت مال المسلمين: من الزكاة، والخراج، والجزية، والغنيمة، وغير ذلك يجب العناية به عناية فائقة كما يرضي الله عزّ وجلّ (١).
قال الحافظ ابن حجر رضي الله عنه:" من مال الله ""مظهر أقيم مقام المضمر إشعارا بأنه لا ينبغي التخوض في مال الله ورسوله، والتصرف فيه بمجرد التشهّي"(٢).
، وذكر رحمه الله أن في هذا الحديث من الفوائد:"أن من أخذ من الغنائم شيئا بغير قسم الإمام كان عاصيا، وفيه ردع الولاة أن يأخذوا من المال شيئا بغير حقه، أو يمنعوه من أهله"(٣).
، وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول:"يجب أن تصرف الأموال في الطرق الشرعية، ومن خالف ذلك فهو متوعّد بالنار"(٤).
وقد نهى الله عزّ وجلّ عن أكل الأموال بالباطل فقال:{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: ١٨٨](٥).
وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه»(٦).
، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»(٧).
، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عزّ وجلّ حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات. وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال
(١) انظر: إرشاد الساري للقسطلاني ٥/ ٢٠٥، ومرقاة المفاتيح للملا علي القاري ٧/ ٣١٧. (٢) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٦/ ٢١٩. (٣) المرجع السابق، ٦/ ٢١٩، وانظر: عمدة القاري للعيني، ١٥/ ٤٠. (٤) سمعت ذلك من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٣١١٨، من صحيح البخاري. (٥) سورة البقرة، الآية: ١٨٨ وانظر سورة النساء، الآية: ٢٩. (٦) الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب في القيامة، ٤/ ٦١٢، برقم ٢٤١٧، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب للمنذري ص ٥٤، برقم ١٢٢، وانظر: الترغيب والترهيب لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري، ١/ ١٧٠ و٤/ ٢٩٩. (٧) مسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه، ٣/ ١٣٤٠، برقم ١٧١٥.