وشهد، ثم بعث جرير رجلًا من أحمس يكنى أبا أرطاة (١) إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبشره بذلك فلما أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب. قال: فبرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (٢).
وفي رواية:"ما حجبني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي"(٣).
شرح غريب الحديث: * " ذو الخلصة" بيت كان فيه صنم لدوس وخثعم، وبجيلة، وغيرهم، وقيل: ذو الخلصة الكعبة اليمانية التي كانت باليمن (٤).
* "أحمس" أحمس طائفة من بجيلة، منهم أبو أرطاة: حصين بن ربيعة الأحمسي (٥).
الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
١ - من صفات الداعية: راحة القلب بالتوحيد ونشره بين الناس.
٢ - من موضوعات الدعوة: الحض على إزالة الشركيات.
٣ - من وسائل الدعوة: بعث البعوث وإرسال الدعاة.
٤ - أهمية سرعة استجابة المدعو.
٥ - من صفات الداعية: التواضع.
(١) أبو أرطاة: هو حصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور الأحمسي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهو مشهور بكنيته، وأرسله جرير بن عبد الله يبشر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإحراق ذي الخلصة. انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر، ٢/ ٣٣١، والإصابة في تمييز الصحابة له، ٣/ ٣٣٧. (٢) طرف الحديث رقم ٤٣٥٧. (٣) طرف الحديث رقم ٦٠٨٩. (٤) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الخاء مع اللام، مادة: "خلص" ١/ ٦٢. وسمعت سماحة العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله أثناء شرحه لحديث رقم ٤٣٥٥ من صحيح البخاري، يقول: "ذو الخلصة: الصنم المعروف في أطراف بيشة، وقد أعيدت، وهدمها المسلمون في عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله. (٥) اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير، ١/ ٣٢.