والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من موضوعات الدعوة: الحث على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: دل هذا الحديث على أن من موضوعات الدعوة الحض على طاعة الله - عز وجل - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث:«من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله»، قال الإمام القرطبي رحمه الله:" هذا منتزع من قوله تعالى {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠](١) وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لما كان مبلغا أمر الله وحكمه، وأمر الله بطاعته، فمن أطاعه فقد أطاع أمر الله ونفذ حكمه "(٢) فينبغي للداعية أن يحث الناس ويرغبهم في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا - ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}[النساء: ٦٩ - ٧٠](٣) وقال سبحانه وتعالى بعد أن ذكر أحكام الفرائض والمواريث: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[النساء: ١٣](٤).
وينبغي للداعية أن يحذر الناس من معصية الله ورسوله؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث:«ومن عصاني فقد عصى الله»، وهذا مقتبس من القرآن الكريم، قال الله سبحانه وتعالى:{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}[النساء: ١٤](٥).
(١) سورة النساء، الآية: ٨٠. (٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٤/ ٣٥، وانظر: فتح الباري لابن حجر ١٣/ ١١٢، ومرقاة المفاتيح، للملا علي القاري ٧/ ٢٤٤، وشرح السندي على سنن ابن ماجه ١/ ١٠. (٣) سورة النساء، الآيتان: ٦٩ - ٧٠. (٤) سورة النساء، الآية: ١٣. (٥) سورة النساء، الآية: ١٤.