٩ - من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: إجابة دعواته.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من صفات الداعية: الحلم: ظهر في هذا الحديث حلم النبي - صلى الله عليه وسلم - العظيم؛ لأن الطفيل - رضي الله عنه - حينما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليهم، فدعا لهم - صلى الله عليه وسلم - بالهداية، وحلم عليهم فلم يغضب، فالطفيل - رضي الله عنه - ومن معه يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء عليهم بالهلاك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهم بالهداية، وهذا يدل على حلمه العظيم، قال الكرماني رحمه الله:" ودعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهداية في مقابلة العصيان، والإتيان بهم في مقابلة الإباء "(١).
فينبغي للداعية أن يتصف بالحلم ولا يغضب ولا يجزع إذا لم تقبل دعوته، والله المستعان (٢).
ثانيا: من صفات الداعية: التأني والتثبت: دل هذا الحديث على تثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعدم عجلته؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - عندما قال له
(١) شرح صحيح البخاري للكرماني ١٦/ ٢٠٤، وانظر: عمدة القاري للعيني ٢٣/ ٢٠، ومرقاة المفاتيح، لملا علي القاري، ١٠/ ٣٥٤. (٢) انظر: الحديث رقم، ٣٥، الدرس الثاني، و ٨٩، الدرس الخامس.