كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

باب ما قيل في درع النبي - صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب - حديث اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم - ج: 1 - ص: 490

* " ألححت ": يقال: ألح على الشيء: إذا لزمه وأصر عليه (١).

* " الدرع ": الزردية، وهي قميص من حلقات من الحديد متشابكة، يلبس وقاية من السلاح (٢).

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من موضوعات الدعوة: الحث على الالتجاء إلى الله - عز وجل - والإلحاح في الدعاء.

٢ - من صفات الداعية: الشجاعة.

٣ - من صفات الداعية: قوة اليقين والثقة بالله تعالى.

٤ - الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من موضوعات الدعوة: الحث كل الالتجاء إلى الله - عز وجل - والإلحاح في الدعاء: إن الالتجاء إلى الله - عز وجل - والإلحاح في الدعاء من أهم الموضوعات التي ينبغي أن لا يغفلها الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، وقد ظهر ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك». . ". فقد حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدعاء والإلحاح فيه؛ حتى قال أبو بكر رضي الله عنه: " حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك ".

وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالدعاء ووعد بالإجابة فقال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ - وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: ٥٥ - ٥٦] (٣) وقال عز وجل:

---

(١) انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير باب اللام مع الحاء، مادة: " لحح " ٤/ ٢٣٦، والمصباح المنير، للفيومي مادة: " ألح " ٢/ ٥٥٠.
(٢) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الدال مع العين، مادة: " درع " ٢/ ١١٤، والمعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، مادة: " درع " ١/ ٢٨٠.
(٣) سورة الأعراف، الآيتان: ٥٥ - ٥٦.