إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال:" وما ذاك؟ " قال: قلت لفلان: " من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه " وكان أعظمنا غناء عن المسلمين " فعرفت أنه لا يموت على ذلك» (١) فقول الصحابي رضي الله عنه " فعرفت أنه لا يموت على ذلك " يدل دلالة واضحة على يقينه بما قال النبي صلى الله عليه وسلم وأن هذا الرجل لا يموت على الإِخلاص لله عز وجل.
فينبغي للداعية إلى الله- وكل مسلم- أن يتصف باليقين الكامل في كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عاشرا: قد يؤيد الله عز وجل الإسلام بالمدعو الفاجر: إن الله عز وجل قد يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وقد جاء ذلك صريحا من قول النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه لهذا الحديث وفيها: ". . . «فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:" الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله " ثم أمر بلالا فنادى في الناس " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» (٢) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " الله قد يؤيد دينه بالفاجر وفجوره على نفسه " (٣).
(١) من الطرف رقم: ٦٦٠٧. (٢) متفق عليه: البخاري برقم ٣٠٦٢، ومسلم، برقم ١١١، ويأتي تخريجه برقم [١٣٨ - ٣٠٦٢]. (٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ١٧٩، وانظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي، ١/ ٣٢٠، وعمدة القاري للعيني، ١٤/ ١٨١.