فعن ابن عمر ﵄ قال: ﴿تراءى الناسُ الهِلالَ، فأخبرت رسولَ الله ﷺ أني رأيتُه فَصَامَ وأمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ﴾ (١) قلت: هذا حديث حسن صحيح.
وعن ابن عباس ﵄ قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، فقال: إني رأيت الهلال، قال: ﴿أتشهد أن لا إله إلا الله، أتشهد أن محمدا رسول الله﴾، قال: نعم، قال: ﴿يا بلال، أذن في الناس أن يصوموا غدًا﴾ قلت: الثقات عن سماك يجعلونه مرسلًا، وهو ما صوبه الأئمة، ولولا الحديث قبله ما قبلنا مثل هذا في هذا الحكم فهو مرسل صحيح (٢).
(١) سنن أبي داود (٤/ ٢٩ ت الأرنؤوط). قلت: سنده حسن، قال الدارقطني: سنن الدارقطني (٣/ ٩٧)، "تفرد به مروان بن محمد، عن ابن وهب وهو ثقة"، ووافقه الطبراني، المعجم الأوسط للطبراني (٤/ ١٦٥)، فقال: "لم يرو هذا الحديث عن أبي بكر بن نافع إلا يحيى بن عبد الله بن سالم، ولا عن يحيى إلا ابن وهب تفرد به: مروان الطاطري، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" وقال ابن حزم: المحلى بالآثار (٤/ ٣٧٥) "وهذا خبر صحيح وتعقب ابن الملقن الدارقطني في دعوى التفرد فقال: "البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (٥/ ٦٤٨) قلت: لا؛ فقد رواه الحاكم في "مستدركه من حديث هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب وصححه كما سلف. وقال البيهقي: "هذا الحديث يعد في أفراد (مروان) ثم ذكر رواية الحاكم هذه، وقال أبو محمد بن حزم: هذا خبر صحيح. وقال المنذري: رجال إسناده احتج بهم مسلم في "صحيحه، وفيه رجلان احتج بهما البخاري أيضا، وهما: عبد الله بن وهب، ونافع. وقال ابن حبان في "صحيحه: هذا الخبر مدحض لقول من زعم أن خبر ابن عباس - يعني الذي قبله - تفرد به سماك بن حرب وأن رفعه غير محفوظ فيما زعم. (٢) سنن الترمذي (٣/ ٦٥ ت شاكر). وقال حدثنا أبو كريب قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن سماك، نحوه بهذا الإسناد. "حديث ابن عباس فيه اختلاف وروى سفيان الثوري وغيره، عن سماك، عن عكرمة، عن النبي ﷺ مرسلا، "وأكثر أصحاب سماك رووا، عن سماك، عن عكرمة، عن النبي ﷺ مرسلا، " والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم قالوا: تقبل شهادة رجل واحد في الصيام، وبه يقول ابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وأهل الكوفة "، قال إسحاق: "لا يصام إلا بشهادة رجلين، "ولم يختلف أهل العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة رجلين "، البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (٥/ ٦٤٧).