٣ - وفيه منع الصائم من الجهل، وأفعال الجهال، من صياح، وسفه.
٤ - وفيه تحريم المقاتلة والمشاتمة حال الصوم، ومعنى المقاتلة يطلق على اللعن وقد يراد حقيقتها، فعلى الصائم أن يقول له مرتين أني صائم حتى ينزجر.
٥ - وفيه اختصاص ثواب الصيام من دون العبادات أن الله خبأ أجرها فقال: ﴿الصيام لي وأنا أجزي به﴾ (١)، أي لما فيه من الإخلاص والبعد عن الرياء، فهو عبادة شخصية سرية لا يطلع عليها إلا الله، فمن صبر وصام وأخلص نال هذه المنزلة.
٦ - وفيه أن من مقاصد الصيام الكف عن الشهوات، والمقصود الجماع وشهوة النساء، ويدخل فيه الشهوات الأخرى، فإن الصوم يمنعه من الانتصار لنفسه ورد من سابه ويمنعه مما يشتهي من مأكل ومشرب.
٧ - وفيه أن خُلوف (بضم الخاء) فم الصائم -وهي رائحته الناتجة عن الصيام- أطيب عند الله من ريح المسك، وهذا مطلق فيشمل في الدنيا والآخرة، وقد دلت على ذلك أحاديث صحيحة (٢).
والحاصل أن الصيام يضبط الشخص ويهذب شهواته بتركها وبترك الرفث من القول المتعلق بالشهوات، وأصلح له خلقه فأمره بترك الجهل وأخلاق الجهال، وعلمه ضبط نفسه والتحكم في غضبه، فأمره أن يقول:(إني صائم) لمن شاتمه وسبه.
هذا مع ترك شهوة البطن والفرج ومع تمكن الإخلاص من الصيام.
لهذا فهو مدرسة عظيمة للسير إلى الله والترقي في درجاته.
وثم مصفوفة تكليفية من قيام، وتراويح، وتلاوة للقرآن، وصدقات،
(١) صحيح البخاري (٣/ ٢٤ ط السلطانية). (٢) فتح الباري لابن حجر (٤/ ١٠٤).