يشرب منه الماء، وحوض من ورائها للوضوء له سرب يذهب فيه الماء من نحو باب وضوءهم الآن. قال: فيصبّ الماء النازع وهو قائم على البئر في هذا من قربها من البئر (١).
قال: ولم يكن عليها شباك حينئذ، ولم يكن وضوء آل عباس هذا حينئذ. قال: فأراد معاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنه-أن يستقي في دار الندوة، فأرسل إليه ابن عباس-رضي الله عنهما-:إنّ ذلك ليس لك.
فقال: صدق فسقى حينئذ بالمحصّب. ثم رجع فسقى بعد بمنى (٢).
قال: فرأيت عقيل بن أبي طالب-رضي الله عنه-شيخا كبيرا يفتل الغرب. قال: وكانت عليها غروب ودلاء. قال: ورأيت رجالا بعد منهم، ما معهم مولى في الأرض يلفّون أرديتهم في القمص، فينزعون حتى إنّ أسافل قمصهم لمبتلة ينزعون قبل الحج وأيام منى وبعده (٣).
قال ابن جريج: وأخبرني [حسين] بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، وداود بن علي بن عبد الله، يزيد احدهما على صاحبه: أنّ رجلا نادى ابن عباس/فقال: السنّة تبتغون بهذا النبيذ أم هو أهون عليكم من اللبن والعسل؟ قال ابن عباس-رضي الله عنهما-:جاء النبي صلّى الله عليه وسلم عباسا فقال: أسقونا.
فقال: إنّ هذا النبيذ شراب قد مغث ومرث أو لا نسقيك لبنا أو عسلا؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: اسقونا مما تسقون منه الناس. قال: فأتي النبي صلّى الله عليه وسلم ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار بعساس فيها النبيذ، فلما شرب النبي صلّى الله عليه وسلم عجل قبل أن يروى فرفع، فقال: أحسنتم هكذا اصنعوا. قال ابن عباس
(١) المصدر السابق ٥٩/ ٢. (٢) المصدر السابق ٦٠/ ٢. (٣) المصدر السابق ٥٦/ ٢،وفيه (يلقون أرديتهم فينزعون في القمص).