١٥ - روى الفاكهي بسنده عن طريق الواقدي، عن أبي جهم بن حذيفة، قال: لما بلغ اسماعيل تزوّج امرأة من العماليق ابنة صدي قال: فجاء ابراهيم زائرا لاسماعيل، واسماعيل في ماشيته يرعاها ويخرج متنكّبا قوسه فيرمي الصيد مع رعيته، وكان يرعى بأعلى مكة السدر وما والاها، فجاء ابراهيم إلى منزله فقال: السلام عليكم يا أهل البيت. فسكتت فلم ترد عليه إلاّ أن تكون ردّت عليه في نفسها. فقال: هل من منزل؟ قالت: لاها الله إذن. قال:
كيف طعامكم ولبنكم وماشيتكم؟ قال: فذكرت جهدا، فقالت: أما الطعام، فلا طعام، وأما الشاة فلا تحلب الشاة بعد الشتاء المضير-قال الواقدي: المضير السحب-وأما الماء فعلى ما ترى من الغلظ.قال: فأين رب البيت؟ قالت في حاجته، قال: فإذا جاء فاقرئيه السلام وقولي: غيّر عتبة بيتك (١).
١٦ - ثم روى بإسناده عن عثمان بن عفّان أمير المؤمنين: أنه سئل متى نزل اسماعيل مكة؟ قال: فذكر نحو حديث أبي جهم الأول، إلاّ أنه قال: تزوّج اسماعيل امرأة منهم فولدت له عشرة ذكور (٢).