٢٣٦٧ - وحدّثنا ابن أبي عمر، قال: قال سفيان بن عيينة في قوله -تعالى- {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ، أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى} قال: قالوا: يا محمد: إنّ أرضنا بين جبلين-يعني: أبا قبيس، والأحمر-فأخّر عنا هذين الجبلين حتى نزرع، وأجر لنا فيها عيونا، وأحي لنا قصيّ بن كلاب فإنه كان له عقل نسأله أحق ما تقول؟ فأنزل الله-عزّ وجلّ - {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى، بَلْ لِلّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً}(١) قال: لا يكون هذا، ولم يكن أوّلا، أو لم يكفهم ما يرون من الآيات: السماوات والأرض والجبال والمطر.
٢٣٦٨ - سمعت الزبير بن أبي بكر، يقول: ما بين أخشبيها، وجنحتيها أكرم من فلان، والأخاشب والجباجب: جبال مكة.
وأنشد الزبير بن أبي بكر للعامري في الأخشبين:
نبايع بين الأخشبين وإنّما ... يد الله بين الأخشبين نبايع
٢٣٦٧ - إسناده صحيح إلى سفيان. ٢٣٦٨ - عن الأخاشب والجباجب أنظر تاج العروس ٢٣٤/ ١،ولسان العرب ٣٥٤/ ١. والعامري، هو: خدّاش بن زهير، من بني عامر بن صعصعة، شاعر جاهلي، يقال: إنّ قريشا قتلت أباه في حرب الفجار، فكان خدّاش يكثر من هجوها. ويقال: إنّه أسلم بعد غزوة حنين. والصحيح أنّه جاهلي. قال أبو عمرو بن العلاء: خدّاش أشعر من لبيد، وأبى الناس إلاّ تقدمة لبيد. أنظر طبقات فحول الشعراء ١٤٤/ ١.والشعر والشعراء ٦٤٥/ ٢.والإصابة ٤٥٥/ ١. وبيته هذا ذكره ابن عساكر في تاريخه (تهذيبه ٢٦١/ ٧)،ونسبه للعباس بن مرداس ابن أبي عامر السلمي، وهو صحابي من مسلمة الفتح، ولعلّ نسبة البيت للعباس أقرب إلى الصحّة. (١) سورة الرعد (٣١).