الحَدِيثُ الخَامِسُ: (ردُّ المُحْدَثَاتِ والبِدَعِ)
عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ؛ أُمِّ عَبْدِ اللهِ؛ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيسَ مِنْهُ؛ فَهُوَ رَدٌّ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ (١).
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيسَ عَلَيهِ أَمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدٌّ» (٢).
- كُنِّيَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِأُمِّ المُؤْمِنِينَ لِأَنَّهَا إِحْدَى زَوجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ تَعَالَى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأَحْزَاب: ٦].
وَكُنِّيَتْ بِـ (أُمِّ عَبْدِ اللهِ) بِنِسْبَةِ ابْنِ أُخْتِهَا إِلَيهَا، كَمَا فِي الحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّهَا قَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللهِ كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنىً، قَالَ: «فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ» يَعْنِي: ابْنَ أُخْتِهَا" (٣).
قَالَ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "وَأَذِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لعَائِشَةَ أَنْ تُكْنَى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ
-وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزَّبَيرِ- وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا أَسمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ لَا الحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ أَنَّهَا أَسْقَطَتْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ سَقْطًا فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ؛ وَكَنَّاهَا بِهِ، فَإِنَّهُ حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ" (٤).
(١) البُخَارِيُّ (٢٦٩٧)، وَمُسْلِمٌ (١٧١٨).(٢) مُسْلِمٌ (١٧١٨)، وَقَدْ أَورَدَهَا البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعْلِيقًا فِي صَحِيحِهِ (٩/ ١٠٧).وَبَوَّبَ عَلَيهِ أَبُو دَاوُد فِي سُنَنِهِ (٤/ ٢٠٠): «بَابُ لُزُومِ السُّنَّةِ».وَعِنْدَ ابْنِ مَاجَه فِي سُنَنِهِ (١/ ٦): «بَابُ تَعْظِيمِ حَدِيثِ الرَّسُولِ، وَالتَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ عَارَضَهُ».(٣) صَحِيحٌ. أَبُو دَاوُدَ (٤٩٧٠). الصَّحِيحَةُ (١٣٢).(٤) تُحْفَةُ المَودُودِ (ص: ١٣٤).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute