أو ما علمت أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ الحق فله أجر واحد"؟ قال: فكأنه سَهل على أبي بكر حديثُ عمر (١).
قال: حدثني أبي، قثنا أبو مُعاوية، قثنا الأعمش، عن عَمْرو بن مُرّة، عن أبي عُبَيْدة، عن عبد اللَّه قال: لما كان يومُ بَدْر قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه قومُك وأهلُك، استَبْقِهم واستَتِبْهُم، لعلَّ اللَّه أن يتوبَ عليهم، فدخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يردّ عليهم شيئًا، فقال: فخرج عليهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "مَثلُكَ يا أبا بكر كَمَثَلِ إبراهيم عليه السلام قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦)} [إبراهيم: ٣٦] ومثْلُكَ يا أبا بكر كمَثَل عيسى قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} [المائدة: ١١٨](٢).
قال عبد اللَّه: قثنا أبي، نا معاوية -هو ابن عمرٍو قال: نا زائدة فذكر نحوه.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: نا حُسَيْن قال: نا جرير -يعني: ابن حازم- عن الأعمش فذكر نحوه.
(١) هو في "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٣٢٨ (٢٠٦٧٤)، والبيهقي في "الشعب" ٦/ ٧٣ من طريق معمر. (٢) رواه الإمام أحمد ١/ ٣٨٣ مطولا، ورواه الترمذي (١٧١٤)، وابن أبي شيبة ٧/ ٣٥٩ (٣٦٦٧٩)، والطبراني ١٠/ ١٤٣ (١٠٢٥٧)، والحاكم ٣/ ٢١ بنحوه. قال الترمذي: حديث حسن. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في "المجمع" ٦/ ٨٨: فيها موسى بن مطير، وهو ضعيف.