المبتدع، وهذا كلام الجهمية، ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة -رضي اللَّه عنها-: تلا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ}[آل عمران: ٧](١). فالقرآن ليس بمخلوق (٢).
"السنة" لعبد اللَّه ١/ ١٦٣ - ١٦٤ (١٧٨)
قال عبد اللَّه: سألت أبي رحمه اللَّه: إن قوما يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف، هذا قول جهم. وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم (٣).
وقال عبد اللَّه: وسألته عمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق. فقال: قال اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦] قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حتى أبلغ كلام ربي"(٤) وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ هذِه الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ"(٥).
وقال: سمعت أبي رحمه اللَّه يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق. فهو جهمي (٦).
(١) رواه الإمام أحمد ٦/ ٤٨، والبخاري (٤٥٤٧)، ومسلم (٢٦٦٥). (٢) رواه ابن بطة في "الإبانة" كتاب: الرد على الجهمية ١/ ٣٤٢ - ٣٤٣ (١٤٩). (٣) رواه الخلال في "السنة" ٢/ ٣٢٥ - ٣٢٦ (٢١١٩). (٤) رواه الإمام أحمد ٣/ ٣٩٠، وأبو داود (٤٧٣٤)، والترمذي (٢٩٢٥)، وابن ماجه (٢٠١) من حديث جابر -رضي اللَّه عنه-. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٩٤٧). (٥) رواه الإمام أحمد ٥/ ٤٤٧ ومسلم (٥٣٧) من حديث معاوية بن الحكم السلمي. (٦) رواه الخلال في "السنة" ٢/ ٣٢٤ (٢١١٣)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب الرد على الجهمية ١/ ٣٤١ - ٣٤٢ (١٤٦).