قلت: يا أبا عبد اللَّه، أنا سمعته يقول، قال: سبحان اللَّه! ما أحسن ما قال: كأنه كشف عن وجهي الغطاء، ورفع يده إلى وجهه.
قلت: إنه شيخ قد نشأ بالكوفة، فقال أبو عبد اللَّه: إن واحد الكوفة واحد، ثم ذكر حديث ابن عباس لكنه: أول ما خلق اللَّه من شيء خلق القلم، فقال: لم يروَ وقد كتبناه. ثم قال: نظرت فيه، فإذا قد رواه خمسة عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنه (١).
"الشريعة" للآجري ص ٧٣ (١٦٧)
(١) روي من طرق بعضها موقوف وبعضها مرفوع، والموقوف على ابن عباس له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي. وسنقتصر على ذكر خمس طرق كما جاء وهي: الأولى: طريق أبي الضحى عن ابن عباس: رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ١٧٥، وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "الدر" ٦/ ٣٨٧، والآجري في "الشريعة" ص ١٥٣ (٣٢٦) موقوفًا، ورواه الطبرانيُّ ١١/ ٤٣٣ مرفوعا. الثانية: طريق سعيد بن جبير: رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (١٠٨) وأبو يعلى ٤/ ٢١٧ (٢٣٢٩)، وأبو نعيم في "الحلية" ٨/ ١٨١، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ٢٣٧ (٨٠٣) مرفوعًا. الثالثة: طريق أبي ظبيان: رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ١٧٥، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" ٨/ ٨٠، والآجري في "الشريعة" ص ١٥٤ (٣٢٧)، والحاكم ٢/ ٤٩٨، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ٢٣٩ (٨٠٤) موقوفا. الرابعة: طريق مقسم: رواه الدولابي في "الكنى" ٢/ ٨ (١٧٩٣)، والآجري في "الشريعة" ص ١٥٣ (٣٢٥)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب القدر ١/ ٣٤٥ (١٣٧٦) موقوفا. الخامسة: طريق مجاهد: رواه الطبري ١٢/ ١٧٨، والآجري في "الشريعة" ص ١٥٤ (٣٢٧)، وابن بطة في "الإبانة" ك القدر ١/ ٣٣٨ (١٣٧١) موقوفًا. قلت: والحديث المرفوع صححه الألباني في "ظلال الجنة"، و"السلسلة الصحيحة" (١٣٣)، وللحديث فوائد ذكرها العلامة الألباني فلينظر.