قال: فأخرج إليه أبو عوانة كتبه، فألقاها في التنور، فسألت خالدًا ما كان فيها؟ قال: حديث الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ"(١) وأشباهه.
قلت لخالد: وأيش؟ قال: حديث علي: "أنا قسيم النار"(٢).
قلت لخالد: حدثكم به أبو عوانة، عن الأعمش؟ قال: نعم.
"السنة" للخلال ١/ ٤٠٠ - ٤٠١ (٨١٥ - ٨١٩)
قال الخلال: قال أبو بكر المرُّوِذي: قلت لأبي عبد اللَّه: استعرت من صاحب حديث كتابًا، يعني: فيه الأحاديث الرديئة، ترى أن أحرقه، أو أخرقه؟ قال: نعم، لقد استعار سلام بن أبي مطيع من أبي عوانة كتابًا فيه هذِه الأحاديث، فأحرق سلام الكتاب.
قلت: فأحرقه؟ قال: نعم.
قال الخلال: أخبرنا الحسن بن عبد الوهاب، قال: ثنا الفضل بن زياد، قال: سمعتُ أبا عبد اللَّه، ودفع إليه رجل كتابًا فيه أحاديث مجتمعة، ما ينكر في أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحوه؛ فنظر فيه، ثم قال:
(١) رواه الإمام أحمد ٥/ ٢٧٧، والطبراني في "الأوسط ٨/ ١٥ (٧٨١٥)، وفي "الصغير" ١/ ١٣٤ (٢٥١)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/ ١٢٤. قال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ١٩٥: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" ورجال الصغير ثقات. وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (١٦٤٣)، وقال: حديث ثوبان هذا لا يصح من قبل إسناده، وابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، فهو منقطع. اهـ. (٢) رواه العقيلي في "الضعفاء" ٣/ ٤١٥، وابن عدي في "الكامل" ٧/ ١٦٠، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٢/ ٢٩٨، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" ٢/ ٤٦٢ (١٥٧٥). قال الألباني في "الضعيفة" (٤٩٢٤): موضوع.