٥ - وعن ابن عباس أنه أرسل إلى زيد بن ثابت:«أفي كتاب الله ثلث ما بقي؟ ! ، فقال: أنا أقول برأيي وتقول برأيك»(٢).
الثاني: عدم التعدي على المخالف، والحكم عليه بسبب الاختلاف بفسق أو بدعة أو الشهادة عليه بكفر، فعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال:«ما برح أولو الفتوى يختلفون، فيحل هذا ويحرم هذا، فلا يرى المحرم أن المحل هلك لتحليله، ولا يرى المحل أن المحرم هلك لتحريمه»(٣).
الثالث: بقاء المكانة العلمية بين المختلفين على ما هي عليه، وعدم تأثرها بالاختلاف، فقد ذكر ابن القيم في " إعلام الموقعين " اختلاف ابن مسعود مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - في نحو مائة مسألة (٤)، ومع ذلك بقي الحب والتقدير بين الرجلين، يتجلى ذلك في ثناء كل واحد منهما على الآخر، فعمر يقول عن ابن مسعود:«كُنَيف ملئ علماً»(٥).
(١) فتح الباري لابن حجر (٧/ ٧٣). (٢) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٥٨). (٣) المصدر السابق (٢/ ٨٠). (٤) إعلام الموقعين (٢/ ٢٣٧). (٥) مصنف عبد الرزاق (١٠/ ١٣)، وكُنيف تصغير تعظيم للكِنْف وهو وعاء يجمع فيه الراعي أدواته، أراد عمر أن ابن مسعود وعاء للعلوم، تهذيب اللغة (١٠/ ٢٧٥)، والنهاية في غريب الحديث (٤/ ٢٠٥)، مادة "كنف".