ثانياً: الرفق مع الطلاب، فقد سئل ابن عباس عن قول الله تعالى:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}(٢) فقال سعيد بن جبير: «قربى آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال ابن عباس له: عجلت؛ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة»(٣).
ثالثاً: عدم الانتقاد المباشر للمخطئ، والاكتفاء بالتعميم، كقول: إن ناساً يقولون كذا وكذا، لئلا يكون في الأمر تجريحاً مباشراً، وهذا الأدب أخذوه من الهدي النبوي، «فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول، ولكن يقول: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا»(٤).
ومن شواهده عن الصحابة: أن ابن عباس قال في قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ
(١) سورة البقرة من الآية (٢٨٥)، والحديث في تفسير عبد الرزاق (١/ ١٢٢)، ومسند أحمد (١/ ٣٣٢)، وجامع البيان (٥/ ١٣٣)، وانظر ما يأتي (ص ٦٢٩). (٢) سورة الشورى من الآية (٢٣). (٣) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (٦/ ٣٧). (٤) أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الأدب، باب حسن العشرة (٤/ ٢٥٠)، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا بلغه عن الرجل الشيء (٦/ ٦٧) كلاهما عن عائشة - رضي الله عنها -، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٥/ ٩٧).