وقوله (٣): "من حمل علينا السلاح فليس منا ولا راصد بطريق"(٤) أي قاطع سبيل، والحامل السلاح (الخارج)(٥) على جماعة المسلمين. ومعنى: ليس منا، أي ليس مثلنا ولا مهتد بهدينا ولا مستن (٦) بسنتنا. ومعنى راصد مرتقب بطريق لمن يمر بها فيسلبه. وهو مرفوع عطفا، على "من حمل" كأنه قال: ليس منا حامل السلاح علينا، ولا راصد الطريق علينا.
مسألة الجهاد مع ولاة الجور (٧)، قال ابن القاسم:"وكان فيما بلغني عنه لما كان زمان "مَرْعَش" وصنعت الروم ما صنعت قال: لا باس بجهادهم"، وكذا في أكثر النسخ. وعند ابن عتاب لابن وضاح:"وكان فيما بلغني عنه - ولم أسمعه منه (٨) - أنه كان يكره قبل هذا جهادهم مع هؤلاء الولاة حتى لما كان زمان مرعش". ولم تكن هذه الزيادة في كتاب القاضي
(١) المدونة: ٢/ ٣/ ٦. (٢) المدونة: ٢/ ٤/ ٥. (٣) المدونة: ٢/ ٥/ ١. (٤) الحديث في المدونة عن ابن وهب عن محمد بن عمرو عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حمل ... " وهو منقطع. وكذلك هو منقطع في مصنف عبد الرزاق: ٩/ ٢٧٨، وهو فيه عن عمرو أيضاً. وقوله: "من حمل علينا السلاح فليس منا"، رواه ابن حبان في الصحيح: ٧/ ٧٦٦ عن أم سلمة، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم وذكر رواية مسلم له. هذا وحديث عمر بن شعيب في المسند: ٢/ ١٨٣ موصولا عن أبيه عن جده بلفظ المدونة. (٥) ليس في خ. (٦) في ق: مستنا. (٧) المدونة: ٢/ ٥/ ٦. (٨) في نسخة موسى بن سعادة للمدونة المخطوط جزء منها بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم: ٣٤٣ ك ص: ٦ عزو هذه الرواية لبعض الروايات وسقوطه من بعض النسخ. وهو في المدونة: ١/ ٣٦٩/ ٩ - طبعة دار الفكر.